فصل: قال ابن خالويه:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



{دون ذلك} الأولى وصله.
{لا يعلمون} كاف.
{بأعيننا} حسن على استئناف الأمر وليس بوقف إن عطف على ما قبله.
{حين تقوم} جائز.
{وإدبار النجوم} تام. قرأ العامة بكسر الهمزة مصدر بخلاف التي في (قّ) فإنَّه قرئ بالكسر والفتح معًا كما تقدم. اهـ.

.فصل في ذكر قراءات السورة كاملة:

.قال ابن جني:

سورة الطور:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ.
قرأ عبد الله وإبراهيم: {وَزَوَّجْنَاهُمْ بِعيس عِينٍ}.
قال أبو الفتح: قد تقدم ذكر العيس، وأن المرأة العيساء: البيضاء. ومثله جمل أعيس، وناقة عيساء. قال في وصف امرأة:
كأنها البكرة العيساء

ومن ذلك قراءة الأعرج: {وَمَا أَلَتْنَاهُم}، على أفعلناهم.
قال أبو الفتح: وفيما روينا عن قطرب، قال: قراءة عبد الله وأبي: و{مالتناهم}. وكان ابن عباس يقول: {ألتناهم}: نقصناهم. يقال: ألته يألته ألتا، وآلته يؤلته إيلاتا، ولاته يليته ليتا. كلهن بمعنى واحد. أي: نقصه، ويقال أيضا: ولته يلته ولتا، بمعناه. قال الحطيئة:
أبلغ لديك بني سعد مغلغلة ** جهد الرسالة لا ألتا ولا كذبا

وقالوا: ولته يلته: إذا صرفه عن الشيء يريده، وقالوا: ألته يألته باليمين: إذا غلظ عليه بها، وآلته يؤلته بها: إذا قلده إياها، وقال رؤبة:
وليلة ذات ندى سريت ** ولم يلتني عن سراها ليت

أي: لم يثني عنها ثان.
ومن ذلك قراءة الناس: {أَمْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ}.
وقرأ مجاهد: {بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُون}، في الطور.
قال أبو الفتح: هذا هو الموضع الذي يقول أصحابنا فيه: إن أم المنقطعة بمعنى بل، للترك والتحول، إلا أن مات بعد بل متيقن، وما بعد أم مشكوك فيه، مسئول عنه. وذلك كقول علقمة بن عبدة.
هل ما علمت وما استودعت مكتوم ** أم حبلها إذ نأتك اليوم مصروم

كأنه قال: بل أحبلها إذ نأتك اليوم مصروم؟ ويؤكده قوله بعده:
أم هل كبير بكى لم يقض عبرته ** إثر الأحبة يوم البين مشكوم

ألا ترى إلى ظهور حرف الاستفهام، وهو هل في قوله: أم هل كبير بكى حتى كأنه قال: بل هو كبير؟ ترك الكلام الأول، وأخذ في استفهام مستأنف.
وقد توالت {أم} هذه في هذا الموضع من هذه السورة، قال تعالى: {أَمْ يَقولونَ شَاعِرٌ نَتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ}، أي: بل أيقولون ذلك؟، {أَمْ تَأْمُرُهُمْ أَحْلامُهُمْ بِهَذَا أَمْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ}، أي: بل أهم قوم طاغون. أخرجه مخرج الاستفهام، وإن كانوا عنده تعالى قوما طاغين؛ تلعبا بهم، وتهكما عليهم. وهذا كقول الرجل لصاحبه الذي لا يشك في جهله: أجاهل أنت؟ توبيخا له، وتقبيحا عليه. ومعناه: إني قد نبهتك على حالك، فانتبه لها، واحتط لنفسك منها. قال صخر الغي:
أرائح أنت يوم اثنين أم غادي ** ولم تسلم على ريحانه الوادي

ليس يستفهم نفسه عما هو أعلم به. ولكنه يقبح هذا الرأي لها، وينعاه عليها هكذا مقتاد كلام العرب، فاعرفه وأنس به.
ومن ذلك قراءة الجحدري: {بِحَدِيثٍ مِثْلِه}.
قال أبو الفتح: الهاء في {مثله} في هذه القراءة ضمير النبي صلى الله عليه وسلم. ألا ترى أن قلبه: {أَمْ يَقولونَ تَقولهُ بَلْ لا يُؤْمِنُونَ}؟ أي: فليأتوا بحديث مثل النبي، صلى الله عليه وسلم. وأما الهاء في قراءة الجماعة: {بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ} فللقرآن، أي: مثل القرآن.
ومن ذلك قراءة سالم أبي الجعد: {وَإِدْبَارَ النُّجُوم}.
قال أبو الفتح: هذا كقولك: في أعقاب النجوم، قيل له: دبر، كما قيل له: عقب قال:
فأصبحت من ليلى الغداة ** كناظر مع الصبح في أعقاب نجم مغرب

. اهـ.

.قال الدمياطي:

سورة الطور مكية وآيها أربع وسبع حجازي وثمان بصري وتسع كوفي وشامي.
خلافها اثنان {والطور} عراقي وشامي {جهنم دعا} كوفي وشامي.
مشبه الفاصلة موضعان {يدعون} {سرر مصفوفة}.
وعكسه ثلاث {لواقع} و{لكم البنون} {حين تقوم}.
القراءات:
قرأ {فكهين} الآية 18 بلا ألف بعد الفاء أبو جعفر كما مر بيس وحذف همز متكئين أبو جعفر ووقف عليه حمزة بالتسهيل كالياء وبالحذف للرسم وأما الإبدال فضعيف.
واختلف في {واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم} الآية 21 فنافع وأبو جعفر واتبعتهم بوصل الهمزة وتشديد التاء وفتح العين بعدهما تاء فوقية ساكنة (ذريتهم) الأول بالتوحيد وضم التاء رفعا على الفاعلية والثاني بالجمع وكسر التاء نصبا مفعولا ثانيا وقرأ ابن كثير وعاصم وحمزة والكسائي وخلف كذلك إلا أنهم قرؤوا بالتوحيد في {ذريتهم} الثاني كالأول مع نصب التاء مفعولا أيضا وافقهم ابن محيصن والأعمش لكن المطوعي عنه بكسر الذال فيهما وقرأ ابن عامر ويعقوب {اتبعتهم} كذلك {ذرياتهم} كلاهما بالجمع مع رفع الأول على ما مر ونصب الثاني بالكسر مفعولا ثانيا كما مر وافقهما الحسن وقرأ أبو عمرو {وأتبعناهم} بقطع الهمزة مفتوحة وإسكان التاء والعين ونون فألف بعدها {ذرياتهم} بالجمع فيهما مع كسر التاء نصبا على المفعولية كما مر وافقه اليزيدي.
واختلف في {ألتناهم} الآية 21 فابن كثير بكسر اللام من ألت يالت كعلم يعلم وافقه ابن محيصن واختلف عن قنبل في حذف الهمزة فروى ابن شنبوذ عنه إسقاط الهمزة واللفظ بلام مكسورة كبعناهم يقال لاته يليته كباعه يبيعه وهي رواية الحلواني عن القواس وافقه الحسن وروى ابن مجاهد عنه إثباتها كالبزي وبذلك قرأ الباقون مع فتح اللام وكلها لغات ثابتة بمعنى نقص.
وقرأ {لا لغو فيها ولا تأثيم} الآية 23 بالرفع نافع وابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وأبو جعفر وخلف والباقون بالفتح بلا تنوين ومر بالبقرة.
وقرأ {لؤلؤا} الآية 24 بإبدال همزته الأولى واوا ساكنة أبو عمرو بخلفه وأبو بكر وأبو جعفر ولم يبدله ورش من طريقيه ووقف عليه حمزة بإبدال الأولى كأبي عمرو وأما الثانية فإبدالها واوا ساكنة لسكونها بعد ضمة على القياسي أو واوا مضمومة على مذهب التميميين كما مر ثم تسكن للوقف فيتحد مع ما قبله لفظا ويجوز الروم والإشمام ويجوز رابع وهو بين بين على تقدير روم حركة الهمزة وهشام بخلف كذلك في الثانية.
واختلف في {ندعوه إنه} الآية 28 فنافع والكسائي وأبو جعفر بفتح الهمزة على التعليل أي لأنه وافقهم الحسن والباقون بالكسر على الاستئناف ووقف على بنعمت بالهاء ابن كثير والكسائي وأبو عمرو ويعقوب.
وقرأ {تأمرهم} الآية 32 بإسكان الراء وباختلاسها أبو عمرو وروى الإتمام عن الدوري كالباقين.
واختلف في {المصيطرون} الآية 37 هنا {بمصيطر} في الغاشية الآية 22 فهشام بالسين فيهما على الأصل وافقه ابن محيصن هنا بخلفه واختلف عن قنبل وابن ذكوان وحفص والسين فيهما لقنبل من طريق ابن شنبوذ من المستنير وابن مجاهد والصاد له من طريق ابن شنبوذ من المبهج ونص له على السين في {المصيطرون} وعلى الصاد في {بمصيطر} جمهور العراقيين والمغاربة وهو الذي في الشاطبية والتيسير والسين فيهما لابن ذكوان عند ابن مهران وابن الفحام من طريق الفارسي عن النقاش وهي أيضا رواية ابن الأخرم وغيره عن الأخفش والصاد رواية الجمهور عن النقاش وهو الذي في الشاطبية كأصلها والسين فيهما لحفص من طريق زرعان عن عمرو وهو نص الهذلي عن الأشناني عن عبيد ونص له على الصاد فيهما ابن غلبون وابن مهران وفاقا للجمهور وقطع له بالخلاف في {المصيطرون} وبالصاد في {بمصيطر} في التيسير والشاطبية وقرأ حمزة بخلفه عن خلاد بإشمام الصاد الزاي فيهما وهو الذي عليه جمهور المشارقة فيهما لخلاد وأثبت له الخلاف في التيسير وتبعه الشاطبي والصاد الخالصة هي رواية الحلواني والبزار عن خلاد وبه قرأ الباقون.
وقرأ {يلقوا} بفتح الياء وسكون اللام وفتح القاف بلا ألف أبو جعفر ومر بالزخرف.
واختلف في {يصعقون} الآية 45 فابن عامر وعاصم بضم الياء مبنيا.
للمفعول إما من صعق ثلاثيا معدى بنفسه من قولهم صعقته الصاعقة أو من أصعق رباعيا يقال أصعقه فهو مصعق والمعنى أن غيرهم أصعقهم وافقهما الحسن والباقون بفتحها مبنيا للفاعل والصعق العذاب وهو عند النفخة الأولى أو يوم القيامة وعن ابن محيصن من المفردة والمطوعي إدغام النون الأولى من بأعيننا في الثانية كما مر وعن المطوعي أدبار النجوم بفتح الهمزة أي أعقابها وآثارها إذا غربت والجمهور على الكسر مصدرا.
المرسوم اتفقوا على الصاد في {المصيطرون} و{بمصيطر} كما مر وعلى التاء في {بنعمت ربك}. اهـ.

.قال عبد الفتاح القاضي:

سورة والطور:
{وتسير}، {سيرا} {أفسحر}، {تبصرون}، {اصلوها فاصبروا أو لا تصبروا}، لا يخفى ما فيه لورش.
{فاكهين} حذف الألف بعد الفاء أبو جعفر، وأثبتها غيره.
{متكئين} حذف الهمزة أبو جعفر في الحالين وحمزة عند الوقف في أحد وجهيه والآخر التسهيل بين بين.
{واتبعتهم} قرأ أبو عمرو بهمزة قطع مفتوحة بعد الواو وإسكان التاء والعين ونون مفتوحة بعد العين وألف بعدها، وغيره بوصل الهمزة وتشديد التاء مفتوحة بعد الواو مع فتح العين وتاء مثناة فوقية ساكنة بعدها.
{ذريتهم بإيمان} قرأ البصري بألف بعد الياء على الجمع مع كسر التاء، وابن عامر ويعقوب بألف بعد الياء على الجمع أيضا مع رفع التاء، والباقون بحذف الألف على التوحيد مع رفع التاء.
{ذريتهم وما} قرأ المدنيان والبصريان والشامي بألف بعد الياء على الجمع مع كسر التاء، والباقون بحذف الألف على التوحيد مع نصب التاء.
{ألتناهم} قرأ ابن كثير بكسر اللام وغيره بفتحها.
{كأسا} أبدل همزه في الحالين السوسي وأبو جعفر، وفي الوقف حمزة.
{لا لغو فيها ولا تأثيم} قرأ المكي والبصريان بفتح الواو من لغو والميم من تأثيم من غير تنوين، والباقون برفعهما مع التنوين وأبدل همز تأثيم في الحالين ورش والسوسي وأبو جعفر وفي الوقف حمزة وهو آخر الربع.
الممال:
{موسى} بالإمالة للأصحاب والتقليل للبصري وورش بخلف عنه.
{الذكرى} بالإمالة للبصري والأصحاب والتقليل لورش.
{فتولى}، و{أتى} لدى الوقف.
و{آتاهم} {ووقاهم} بالإمالة للأصحاب والتقليل لورش بخلف عنه.
{نار} بالإمالة للبصري والدوري والتقليل لورش.
المدغم الكبير:
{العقيم ما}، {قيل لهم}، {أمر ربهم}، {إن الله هو}، والله أعلم.
{عليهم} {شاعر}، {من غير}، {إله غير}، {ظلموا} {فسبحه} جلي.
{لؤلؤ} أبدل الهمزة الأولى مطلقا السوسي وشعبة وأبو جعفر، وفي الوقف فقط حمزة وأما الثانية فلا يبدلها وقفا إلا هشام وحمزة ولهما أيضا تسهيلها بين بين مع الروم، ولهما كذلك إبدالها واوا خالصة مع السكون والإشمام والروم.
{ندعوه إنه} فتح الهمزة المدنيان والكسائي، وكسرها غيرهم.
{بنعمت} رسم بالتاء، ولا يخفى حكم الوقف عليه.
{تأمرهم} قرأ البصري بخلاف عن الدوري بإسكان الراء، والوجه الثاني للدوري اختلاس ضمتها، والباقون بالضمة الكاملة، ولا يخفى إبدال همزه.
{المصيطرون} قرأ قنبل وهشام وحفص بخلف عنه بالسين، وحمزة بخلف عن خلاد بإشمام الصاد زايا، والباقون بالصاد الخالصة وهو الوجه الثاني لحفص وخلاد والإشمام لخلاد أصح وجهيه ولا يخفى ترقيق الراء لورش.
{كسفا} اتفقو على إسكان السين فيه.
{يلاقوا} قرأ أبو جعفر بفتح الياء وإسكان اللام وفتح القاف، وغيره بضم الياء وفتح اللام وألف بعدها مع ضم القاف.
{يصعقون} ضم الياء ابن عامر وعاصم وفتحها غيرهما.
{وإدبار} لا خلاف في كسر همزه. اهـ.

.فصل في حجة القراءات في السورة الكريمة:

.قال ابن خالويه:

ومن سورة والطور:
قوله تعالى: {وأتبعناهم} يقرأ بالنون والألف وبالتاء في موضع النون وحذف الألف {ذريتهم} يقرأ بالتوحيد والجمع فيهما وبالرفع في الأولى والنصب فالحجة لمن قرأه بالتاء انه جعله فعلا للذرية سواء أفرد أو جمع فرفعها بفعلها والحجة لمن قرأ بالنون انه جعل الفعل لله تعالى فنصب الذرية في الإفراد والجمع لتعدي الفعل إليها.
فأما الذرية الثانية فلا خلف في نصبها بقوله: {ألحقنا} فالحجة لمن وحد أنه اجتزأ بالواحد من الجمع وعلامة النصب فيه فتحة التاء والحجة لمن جمع أنه أتى باللفظ على ما أوجبه المعنى وعلامة النصب في الجمع كسرة التاء لأنها نابت في جمع المؤنث مناب الياء في جمع المذكر فاعتدل النصب والخفض في جمع المؤنث بالكسر كما اعتدل في جمع المذكر بالياء.
وأصل ذرية في الوزن فعلولة من الذر فقلبوا من الواو ياء وادغموها في الياء فصارت في وزن فعلية.
ومعنى الآية أن الله تعالى يبلغ الولد في الجنة مرتبة والده وان لم يستحقها بعمله ويبلغ الوالد في الجنة مرتبة ولده وان لم يستوجبها بعمله إذا تساويا في الدخول إليها نسأل الله فوزا بها برحمته وفضله ودليله قوله تعالى: {آباؤكم وأبناؤكم لا تدرون أيهم أقرب لكم نفعا}.